كان معي في احدى الحلقات الدراسية رجل في الستين من عمره مدير احدى الادارات في احدى الشركات الأجنبية و تحدث عن صعوبة العثور على وظايف في حال فكر بالانتقال لمكان آخر فهو مظطر للموافقة على الشروط و التعقيدات التي فرضت عليه في عمله الحالي لأنه يعرف بأنه لن يجد عمل و تكلم بأسى شديد عن الاستغلال لكبار السن بما اسماه بالتحيز العمري.
تحدث عن انه كان في السابق يصعب الحصول على الوظايف في بلده خاصة في فترة ما بعد جيل زيادة المواليد برغم الاقتصاد المزدهر لكنه واجه صعوبه في الحصول على وظيفه و الآن بعد كل ما قام به يتم ابتزازه على الرغم ان النظام معه لكن هي نوع من الحرب الخفية التي يتم فيها تهميش من يقاوم.
حقيقة انها مأساة و اظن ان افضل طريقة لحل مشكلة التمييز العمري تكون بالانتفاع من خبرات هذا الجيل الرائد بتخصيص الكثير من وظائف الاستشارات و خبرات الدروس المستفادة لهم لما تتمتع به طبيعة هذه الوظائف من تنظيم خاص و وسائل حل المشكلات و النمط التخطيطي و اساليب الاقناع و الافضل عدم وضعهم في مناصب تنفيذية يكثر فيها الاحتكاك المباشر بالاعمال اليومية و ما يستتبعها من اي تعارضات او خلافات قد تؤثر على جيل الرواد كما يجب الاخذ على يدهم بالدعم و المساندة و تذليل الصعاب التي تواجههم و الوقوف في وجه كل ما من شأنه ان يقلقهم او ان يستغل حاجتهم أو يؤثر على المساواة و العدالة المكفولة كحق للجميع.
ختاماً، يظهر لي ان كل بيئة لديها اساسات التمييز التي تختلف فيها عن غيرها. فما هي هذه الأساسات في بيئتك؟ وهل تختلف بين القطاعات العامة او الخاصة؟


Leave a comment